الجمعة، 5 يونيو 2020

الأطفال والعولمة والكورونا والإنترنت.. بقلم «لواء عبد الرحمن راشد»


بقلم: لواء/ عبد الرحمن راشد

تواجه الأسرة المصرية مشكلات وتحديات هائلة بحكم العولمة والغزو الفكري والثقافي والأفكار التي تأتينا من الخارج وبحكم المواثيق الدولية التي تحاول أن تشكل العالم بصورة معينة تتوافق مع الحضارة الغربية التي لا تتفق في الغالب مع قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ثقافيا ودينيا.

ولا شك أن الأسرة عامل استقرار وتحصين وفاعل مركزي في منظومة الحماية والأمان وتشكل الغرس والإنبات والتثبيت والتعديل والتقويم وهي الحاضنة للقيم الاجتماعية وراعية لتماسكها وانتظامها.

وتمثل أجهزة الاعلام الحديثة ووسائل التواصل الإجتماعي مصدرا رئيسيا لترويج هذه الأفكار وهذا الغزو الفكري والثقافي وذلك لسهولة استخدامها وسرعة انتشارها.

وفي إطار الأزمة التي تمر بها البلاد و دول العالم أجمع من تهديدات الإصابة من فيروس كورونا المستجد، وعن مدى استخدام الأطفال والشباب لوسائل التواصل الإجتماعي والإنترنت ترى أمل شاكر في تحقيق صحفي بجريدة الأهرام ضرورة ترشيد استخدام الأطفال للانترنت خاصة بسبب الحظر والحجر المنزلي الناتج عن الإجراءات الإحترازيه لمواجهة فيروس كورونا وأنه من الضروري التحذير من إفراط الأطفال على استخدام وسائل التواصل الإجتماعي و شبكه الإنترنت بعد أن ارتفعت نسبه استخدامها 50 في المئة على مستوى العالم في ظل أزمه كورونا وفقا لآخر تقرير لهيئة اليونيسيف.

كما ترى الدكتورة غادة حلمي الباحثة المتخصصة في حقوق المرأة والطفل أن وسائل التواصل الإجتماعي والإنترنت تعد سلاحا ذو حدين بعد أن باتت الدراسة عن بعد هي الأصل في التعليم الحديث وانشغل الجميع في التواصل عبر هذه المنصات لقدرة تطبيقاتها على نقل الصور والملفات كما أصبحت هذه المنصات مصدرا لترويج الشائعات ونشر البلبلة بما يؤثر بشكل سلبي على الصحة العقلية مهارات الاتصال لدى الأطفال وخاصة دون سن الثامنة وقد تعرضهم لعدة مخاطر، كما أشارت أن الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة مع الأجهزة الالكترونية الحديثة يصابون بأمراض مثل التوحد والإنطواء وترى أنه على المرأة المصرية في ظل هذه الظروف الاستثنائية حماية أسرتها وتذكيرهم بالنظافة الشخصية وعدم الإختلاط وتقديم الغذاء الصحي ورفع مناعتهم وعليها مسئولية زرع القيم السامية بينهم وتوعيتهم لما قد يتعرضون له من كل المخاطر والاستغلال الجنسي والتنمر الإلكتروني مع مراقبة اي تغييرات سلوكية لدى الاطفال.

ويري الدكتور ياسر عبد المحسن استشاري الطب النفسي ان افراط الاهل لترك الطفل لفترات طويلة في سن مبكرة أمام الشاشات يحرم الطفل من اكتساب مهارات الحركة من المشي والجري والتوازن وأيضا في تعلم مفردات الكلام والتواصل البشري مع المحيطين به، كما أن ترك الاطفال الأكبر عمرا أمام هذه الشاشات لفترة طويلة قد ينعكس عليهم بشكل سلبي نفسيا وعضويا مع ضعف التحصيل الدراسي وسرعة التوتر والإنفعال والإنطواء والعزلة والعرضة للإصابة بأعراض الرهاب الإجتماعي نتيجة لتعود الاطفال على التعامل مع أشخاص افتراضيين الأمر الذي يستوجب معه في هذه الحالة العرض على طبيب مختص وينصح بإيجاد بدائل تعليمية وترفيهية ونشاطات لشغل وقت فراغ الأطفال وتوفير وقت لاجتماع العائلة وفتح الحوارات بعضهم مع البعض والاستماع للأبناء مع توفير الألعاب التي تحتاج إلى مجهود ذهني وبدني و مشاركة الأب والأم لهم كذا ممارسة الرياضة المنزلية بشكل يومي ووضع برنامج تحفيزي للأبناء لمكافأتهم مع العمل على إيجاد جو من المحبة والتواصل معهم لحمايتهم من الاستخدام الزائد لوسائل التواصل والإنترنت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهداف تأسيس فريق ELDER لرؤية مصر 2030 ‏

من خلال تسليط الدولة الضوء على الأنشطة  الشبابية والاهتمام بتواجدها في حياة كل طالب، فالشخصية لا يمكن أن تتطور بسهولة، يمكن فقط ...