بقلم: لواء/ عبد الرحمن راشد
مر عام علي الفراق.. في مثل هذا اليوم 6\6\2020 من العام الماضي يكون قد مر عام علي الفراق ,مر عام علي رحيل الصدر الحنون ,علي رحيل البسمة و الفرح في عالم الحزن و الألم ,علي رحيل الوفاء و الكرم في عالم الجحود و النسيان.
كانت ملاكا تمشي على الأرض . عاشت أكثر من سبعين عاماً تعطي ولا تأخذ تربي أولادها و ترعي والدتها و إخوتها . تؤثر الغير علي نفسها و لو كانت بها خصاصة.
تفتح بيتها للغريب قبل القريب ,تحنو علي الجميع و هي أحق منا بالحنان .
كانت كلما دخلت عليها في ليل أو نهار أجدها شاكرة ساجدة تصلي و تقرأ القرآن و تستمع لإذاعة القرآن الكريم و تسبح بحمد الله تعالي .
لم يكن يشغل بالها سوي الإطمئنان علي أولادها و أخواتها و صغارهم .
كانت شمعه في عالم الظلام تضئ أنوارها ليحيا من حولها و هي تحترق من المرض و الألم ولا تصرخ حتي لا يتأثر أو ينشغل من تحبه و ترعاه .
ظلت طوال حياتها كالقبله يتجه إليها القاصدون من قريب و بعيد .
تفتح بيتها للجميع, لا ترد سائل تطعم الجائع و عابر السبيل .
عرفتها أكثر من أربعين عاماً لم أسمع منها سوى كلمات المحبه و الحنان و التقدير و الإحترام و الأمانة و الصدق و الإخاء و الإخلاص.
تعلمت منها خصال كريمه منها إحترام الكبير و العطف على الصغير و الوفاء للجميع . رعايه و كفاله اليتيم و الصدقه علي الفقراء والمساكين و حب الأولياء و الصالحين و عيادة المرضي و عمل الخير و زياره بيت الله الحرام و قبر رسوله الكريم .
كانت لي أما ووهبتني أما لأولادي و صغاراً لهم .
أحبها الجميع و أخلصت هي للجميع .
كلما مرت الأيام علي فراقها أو مررت أنا علي بيتها أتذكر أنه في مثل هذا اليوم من العام الماضي كانت الشمس ساطعه و السماء مضيئه و الجو مليئا بالدفء و الحنان و المحبة و الأمل و صحبة الأهل و الأقارب ثم جاء قدر الله سبحانه وتعالى .
ما أصعب الفراق خاصة لمن تحب و ما أحوجنا إلا أن نصبر و نتعظ بالموت و نتذكر محاسن وأفضال أحباؤنا ممن فارقونا في هذه الحياة.
رحم الله هذه السيدة العظيمة و أسكنها فسيح جناته و ألهمنا و أهلها الصبر و السلوان و إنا لله وانا اليه راجعون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق